العطر

من الممكن ان تُنسى الوجوه.
الأسماء, اللمسات, او الأصوات ....

من الممكن ان تنسى رائحة ما ولكن من المستحيل ان تنسى المشاعر التي احسستها والمكان الذي اخذتك اليه تلك الرائحة.

لان للروائح صفات خاصة وفريدة فهي كبصماتنا كتوقيعنا بل هيه كأعيننا ليس لها مثيل...

عطرنا هو ملكنا الخاص. يصاحبنا في كل مكان نذهب إليه. إنه غير مرتبط بالزمن والفصول. تماماً مثل ظلنا. عطرنا هو ظلنا الخفي. فهو غير مرئي بالعين المجردة، لكنه يجعل وجوده محسوساً. عندما تدخل مكاناً ما، يعلم الجميع أنك كنت هناك قبلهم، وعندما ترحل، يظل يذكرك ويستمر في إحضارك إلى ذاك المكان.

ليس للعطر شكل لكن له قصة. كالفاكهة والبهارات، كالعشب والتراب والبحر، كالمنزل الذي نشأتم فيه، كزهرة غريبة، حتى رائحة الطعام المفضل لديك عندما تفوح من المطعم المجاور في وقت لم تتوقعه.. 
عندما يجذبك العطر وتتبعه، ترغب في العثور على مصدره واستكشافه. يعمل عقلك بسرعة ليضع اسمًا عليه فتأخذ نفساً عميقاً لتكتشف طبقاته. فتكون الطبقة الأولى مألوفة للغاية، تشعرك بالأمان. وتأتي الطبقة الثانية فجأة فيأخذك عقلك إلى مكان آخر، تعرفه يشعرك بالحماس. وعندما تعتقد أنه لا توجد طبقات أخرى، يأتي إلى ذهنك مقهى بالقرب من البحر الذي جلست فيه منذ أربع سنوات وشربت شيئًا دافئًا. ذلك المقهى الأزرق والأبيض الذي قضيت فيه ساعات، والذي لا تستطيع حتى تذكر اسمه، هو الآن موجود أمام عينيك.
أصبحت العطور كالألبسة التي نرتديها والانسام التي تلامس وجهنا بينما نتأمل الطبيعة, كل طبقة فيها تجدد مشاعرنا وذاكرتنا.
.
عطورنا هيه من اهم الاكسسوارات لدينا, ومع اننا نستخدم في لغتنا مصطلحات كـ رش العطر و دهن العطر إلا ان لغات كثيرة تستخدم مصطلح ارتداء العطر لأن العطر يلتف حول جسدنا يدفئه ويعطيه غموضاً خاصاً. ونحن نؤمن ان عطور تُركان يجب ان تُرتدى, تماماً كأكثر معطف او فستان تحبونه, فهو كالملابس التي تناسبكم وتظهركم في اجمل حال. ستكون عطور تُركان خاصةً بالنسبة لكم فهي كالقطعة الذي عندما تقتنيها تتمسك به ولا ترغب في تركه أبدًا. وهذا هو حلمنا الكبير حيث اننا نرغب في أن نكون في جميع أنحاء العالم واحدة من القطع الخاصة في حياة وخزانة الأشخاص الذين يبحثون عن العطور التي تجسدهم بشكل مثالي وتتحدث عنهم بأفضل طريقة.
 

×